الجمعة، 8 أبريل 2011

يا خراشى


هل تعلم معنى " ياخراشى " !

كلمة ياخراشي قيلت أول مرة من الناس في مصر قبل ألف عام وتدل

على النداء إلى الشيخ الخراشي أول شيخ للجامع الأزهر كي ينصرهم

على الظلم الواقع عليهم من أي شيء.


فمثلا حين تحدث مصيبة يقولون : يا خراشي ، وإذا ظلمهم حاكم البلاد قالوا

: يا خراشي، وفي ذلك دلالة على قوة الجامع الأزهر وقتها ودخوله في شتى

الموضوعات الحياتية للناس .


أما نحن الآن فنحتاج قول مليون يا خراشي من كثرة ما نسمع ونشاهد من

فتاوى على الفضائيات من شخصيات غير متخصصة ولا نعلم عن تعليمها

وتأهيلها أي شيء، وهي ظاهرة أجمع مشايخ الأزهر على عدم الانسياق

وراءها والاستماع لهؤلاء المشايخ فقط دون غيرهم.


فمثلا نجد على كل قناة فضائية برنامج فتاوى يصدر أحكاما قد تتعارض مع

رأي العلماء والفقهاء مما يوقع الناس في الخطأ، ولذلك نجد أن الجامع

الأزهر قرر إنشاء لجنة لمراقبة كل ما يصدر عن هذه البرامج لتصويبه

إن أمكن ذلك، وهي بحق مهمة شاقة نظرا لتعدد القنوات والبرامج.


مشكلة هذه الفضائيات أنها تلهينا عن التعمق في قضايا هامة وتجعلنا ننساق

وراء أشياء صغيرة لا داعي لمناقشتها علنا وتخصيص برامج خاصة لها،

فإذا كان كل شخص لديه سؤال في شيء معين حتى ولو كان بسيط فهذا حقه،

ولكن كل شخص له ظروفه وأحيانا تفهم الفتاوى بشكل خاطئ من البعض ولا

يوجد من يصحح لهم ذلك.

وإذا كنا قد قلنا مليون يا خراشي بالنسبة للبرامج التليفزيونية الفضائية،

فسنقول مليار يا خراشي على ما يحدث على الإنترنت، حيث مساحة الحرية

أوسع ومساحة المساءلة أقل بكثير، ولذلك انتشرت مواقع غير معتمدة ولا

نعرف جهة إطلاقها وتبث فتاويها وأحيانا سمومها في الناس دون رقيب.


نحن بحق في حاجة إلى عمل اللجنة التي تحدث عنها الأزهر لتصحح لنا ما تراه

خطأ، كما يجب ان تقوم اللجنة بحث الناس على القراءة والتعمق في كتب

الدين وبذلك سوف تجعلهم لا يحتاجون للكثير من الأسئلة التي يسألونها ليس

بسبب صعوبتها ولكن بسبب جهلهم عن ابسط قواعد الدين لأنهم لا يقرأون،

كما أننا بحاجة أيضا إلى حسن اختيار ما نسمع وأن نحسن نختار الداعية

الجيد الذي نتابعه، بدلا من الانسياق وراء السطحية والاثارة وتضييع الوقت

في أن نسأل في الفاضية والمليانة، وأن نستمع لهذه القنوات لمجرد قضاء

وقت الفراغ، وآسف للإطالة في كتابة هذا الموضوع وأنا أعلم أنكم صايميين

وتعبانين وتلاقيكم بتقولوا دلوقتي : يا خراشي.

هناك تعليق واحد:

  1. يا خراشي

    كل ده

    ليت يعود للأزهر قوته ومكانته كما كان سابقا

    أشكرك على المعلومة الجميلة

    جزاك الله خيرا

    ردحذف